العراق يتبنى ستراتيجية واسعة لمحاربة الإرهاب فكريا

العراق يتبنى ستراتيجية واسعة لمحاربة الإرهاب فكريا


"إعلانات"
"------------------------------------------------"

 القاهرة - اسراء خليفة
كشف رئيس الوقف السني، الشيخ عبد اللطيف الهميم، عن تبني العراق، ستراتيجية تعد الاولى في الشرق الاوسط، لمحاربة الارهاب والتطرف عن طريق نشر الفكر المعتدل واعادة تاهيل الخطباء وتصحيح مسار التعليم الديني. ويسعى العراق، الى اشراك الازهر الشريف، في تلك الستراتيجية، عبر لقاء متوقع ان يجمع الهميم بشيخ الازهر احمد الطيب، هذا اليوم في مصر، بهدف مناقشة السبل الكفيلة بوضع ستراتيجيات مشتركة من شأنها محاربة الارهاب والتطرف في المنطقة.
واستهل الهميم، زيارته الى مصر بدعوة من المركز العربي للوعي بالقانون، بلقائه مفتي الديار المصري شوقي عبد الكريم علام، ووزير الاوقاف المصري محمد مختار جمعة، واستعراضه معهما اليات نشر الخطاب الديني الوسطي، ومحاربة الارهاب الذي يعاني منه العراق.
ولفت الهميم في تصريح خاص لـ»الصباح» الى ان الستراتيجية، تعد الاولى على مستوى الشرق الاوسط، وتهدف الى مواجهة العنف والتطرف والارهاب، وتعمل وفقا لثلاثة مسارات بطريقة متوازنة، لافتا الى ان المسار الاول يتضمن اعادة صياغة الخطاب الاسلامي وتاهيل الخطيب، فيما يركز المسار الثاني على اعادة  النظر في التعليم الديني، لافتا الى انه «متى ما تكون مدخلات التعليم جيدة ستكون مخرجاته جيدة ايضا وبالعكس».واوضح رئيس الوقف السني، ان المسار الثالث،  شدد على اقامة حملة اعلامية وتربوية واسعة لمواجهة الارهاب والتطرف، وهذه الخطة ستركز على اعادة تاهيل الخطيب واعادة تاهيل وعي الفرد بنقله من  ثقافة الفوضى الى ثقافة  النظام ومن ثقافة القتل الى ثقافة العيش بسلام مع بقية افراد المجتمع، ومن ثقافة التكفير الى ثقافة التفكير، مشيرا الى ان الخطوة الثالثة، ستنفذ عبر اقامة اكثر من 500 دورة تدريبية وكذلك بواسطة اعادة النظر بالخطاب والخطيب وبالتعليم الديني، مؤكدا ان تلك المسارات تعد بمثابة «اول تخطيط ستراتيجي حقيقي يستهدف الارهاب في بنيته الفكرية وفي خارطته الذهنية».واضاف الهميم ان مشاركتي جاءت عبر دعوة من قبل المركز العربي للوعي بالقانون، مشيرا الى تقديمه «محاضرة عن ضحايا الارهاب وطرق معالجته» مبينا ان الوعي بالقانون بالرغم من اهميته، لكنه ليس الوسيلة الوحيدة لمحاربة الارهاب، الذي يضرب المنطقة باكملها.
ويرى الهميم، ضرورة ان «يكون المجتمع على درجة عالية وكبيرة من الوعي بالذات، لاسيما ان الامة تتعرض لفتنة كبيرة وهي الارهاب الذي لايستهدف الدولة فقط وانما المجتمع والدولة معا» داعيا الى اهمية ان «تعي الامة بمختلف مكوناتها بان الجميع هم ضحايا هذا الارهاب، الذي علينا مقاومته بوضع ستراتيجيات تعمل على تفكيك البنية الذهنية والمعرفية للارهاب ومعالجته».
وقال رئيس الوقف السني ايضا: ان «الحل الامني مهم واساسي في معالجة الارهاب، لكن لابد ان يوازي التدخل الامني، وجود حلول اخرى، لاسيما الفكرية منها، لان جزءا كبيرا من التطرف يقوم على ايديولوجية وافكار متطرفة، لذلك لابد من مواجهته بافكار حقيقية تتبنى ارساء قاعدة الاعتدال والوسطية، وتعمد على مناهضة ومعالجة هذا الفكر».
واشار الهميم الى انه التقى خلال زيارته الى مصر، امس الثلاثاء، مفتي الديار المصرية شوقي عبد الكريم علام، ووزير الاوقاف المصري محمد مختار جمعة، وبحث معهما اليات التوحد في نشر الخطاب الديني الوسطي ومحاربة الارهاب الذي يعاني منه العراق ومصر وضرورة اقامة العديد من الزيارات بين الطرفين.
وابدى الهميم رغبته في اقامة ستراتيجيات مشتركة بين البلدين لمواجهة التطرف فكريا، داعيا في الوقت ذاته، المجتمع الدولي وجميع المنظمات الدولية لمعاونة العراق وحكومته في مواجهة مشكلة النازحين التي خلفها الارهاب.




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-